مَوْلِدْالْبَرْزَنْجِيْ
اِلَى رُوْحِ سَيِّدِنَا وَاِمَامُنُا وَشَيْخَنَا وَقُدْوَتِنَا اِلَى الله حَبِيْبَنَاسَيِّدْجَعْفَرْبِنْ حُسَيْنِ بِنْ عَبْدُالْكَرِيْمْ الْبَرْزَنْجِيْ وَاُصُوْلِهِ وَفُرُوْعِهِ وَتَلاَمِذَتِهِ وَمَشَائِخِهِ وَوَالِدَيْهِ الفاتحة
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدْ ۞ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ
يَا رَبِّ بَلِّغْهُ الْوَسِيْلَةْ ۞ يَا رَبِّ خُصَّهُ بِالْفَضِيْلَةْ
يَا رَبِّ وَارْضَ عَنِ الصَّحَابَةْ ۞ يَا رَبِّ وَارْضَ عَنِ السُّلَالَةْ
يَا رَبِّ وَارْضَ عَنِ الْمَشَاِيخْ ۞ يَا رَبِّ وَارْحَمْ وَالِدِيْنَا
يَا رَبِّ وَارْحَمْنَا جَمِيْعًا ۞ يَا رَبِّ وَاْرْحَمْ كُلَّ مُسْلِمْ
يَا رَبِّ وَاغْفِرْ لِكُلِّ مُذْنِبْ ۞ يَارَبِّ لَا تَقْطَعْ رَجَانَا
يَا رَبِّ يَاسَامِعْ دُعَانَا ۞ يَارَبِّ بَلِّغْنَا نَزُوْرُهْ
يَا رَبِّ تَغْشَانَا بِنُوْرِهْ ۞ يَا رَبِّ حِفْظَانَكْ وَأَمَانَكْ
يَا رَبِّ وَاسْكِنَّا جِنَانَكْ ۞ يَا رَبِّ أَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكْ
يَا رَبِّ وَارْزُقْنَا الشَّهَادَةْ ۞ يَا رَبِّ حِطْنَا بِالسَّعَادَةْ
يَا رَبِّ وَاصْلِحْ كُلَّ مُصْلِحْ ۞ يَا رَبِّ وَاكْفِ كُلَّ مُؤْذِيْ
يَا رَبِّ نَخْتِمْ بِالْمُشَفَّعْ ۞ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
اِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِيْنًاۙ ۞ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْۢبِكَ وَمَا تَاَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهٗ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيْمًاۙ ۞ وَّيَنْصُرَكَ اللّٰهُ نَصْرًا عَزِيْزًا لَقَدْ جَاۤءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ اَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَّحِيْمٌ۞ فَاِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّٰهُ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ۗ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ۞ اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
يَارَسُوْلَ اللهِ سَــــلَامٌ عَلَيْكَ ۞ يَارَفِــــــــــــيْعَ الشَّــــــانِ وَالدَّرَجٍ
عَــــــــطْفَـةً يَاجِــــــيْرَةَ الْعَلَمِ ۞ يَااُهَيْـــــلَ الْجُــــــوْدِ وَالْكَـــــــرَمِ
نَحْنُ جِـيْرَانٌ بِذَا الْحَـــــــــرَمِ ۞ حَرَمِ الْاِحْسَــــــــــــانِ وَالْحَسَنِ
نَحْنُ مِنْ قَوْمٍ بِهٖ سَـــــكَنُـــوْا ۞ وَبِهٖ مِنْ خَــــــــوْفِـــــهِمْ اَمِنُــــــوْا
وَبِأٰيَاتِ الْــــقُـــــرْاٰنِ عُــــــنُوْا ۞ فَـــاتَّـــــئِدْ فِـــيْنَا أَخَــــا الْوَهَـــــنِ
نَـعْرِفُ الْبَطْــــحَا وَتَعْرِفُنَــــــا ۞ وَالصَّـــــفَا وَالْبَــــيْتُ يَأْلَفُنَــــــــــــا
وَلَنَا الْمَــــعْلىٰ وَخَيْفُ مِـــــنٰى ۞ فَاعْلَمَنْ هٰـــــذَا وَكُنْ وَكُــــــــــنِ
وَلَـــــــنَا خَــــــيْرُ الْاَنَـامِ اَبُ ۞ وَعَلِىُّ الْـمُرْتَضٰـــى حَـــــــــــسَبُ
وَاِلٰى السِّبْطَيْنِ نَـنْتَسِـــــبُ ۞ نَـسَـبًامَّا فِيْهِ مِنْ دَخَــــــــــــــــنِ
كَمْ إِمَامٍ بَـعْدَهٗ خَــــــــلَفُــــــوْا ۞ مِنْهُ سَـــــادَاتٌ بِذَا عُـرِفُــــــــــوْا
وَبِهٰذَا الْوَصْفِ قَدْوُصِــــفُـــوْا ۞ مِنْ قَدِيْمِ الدَّهْـــــــــــرِ وَالزَّمَــــنِ
مِثْـــــلُ زَيْنِ الْعَابِــــدِيْنَ عَلِيْ ۞ وَابْـنِهِ الْبَاقِــــــــــرِخَـــــــــيْرِ وَلِيْ
وَالْاِمَامِ الصَّادِقِ الْحَــــــفِــــلِ ۞ وَعَلِيِّ ذِى الْعُــــــــــــلَا الْيَـقِــــيْنِ
فَـهُمُ الْقَوْمُ الَّذِيْنَ هُــــــــــدُوْا ۞ وَبِـفَضْلِ اللهِ قَدْ سَـــــــــــعِــــدُوْا
وَ لِـغَيْرِ اللهِ مَــــا قَـصَـــــدُوْا ۞ وَمَـعَ الْـقُــرْاٰنِ فِيْ قَـــــــــــــــــرَنِ
اَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفٰــى الطُّهُرِ ۞ هُمْ اَمَـــــانُ الْاَرْضِ فَـــــــــــادَّكِرِ
شُـبِّهُوْا بِالْأَنْـجُـــــمِ الزُّهُــــــرِ ۞ مِـثْلَمَا قَدْجَـــــــــــآءَ فِى السُّــــنَنِ
وَسَـفِـيْنٌ لِلـنَّـجَـــــــــــــاةِ اِذَا ۞ خِفْتَ مِنْ طُوْفَــــــــانِ كُلِّ اَذٰى
فَانْجُ فِـيْهَـــــــا لَاتَكُوْنُ كَــــذَا ۞ وَاعْــــتَصِمْ بِاللهِ وَاسْــــــــــــــتَعِنِ
رَبِ فَانْفَعْنَــــــــا بِـبَرْكَتِهِـــــــمْ ۞ وَاهْــــدِناَ الْحُسْنٰــى بِحُرْمَتِهِـــــــــمْ
وَاَمِـتْنَـــا فِي طَــــرِيْقَــــــــتِهِـــمْ ۞ وَمُعَـــــــــــافَاةٍ مِـنَ الْـفِـــــــــــتَنِ
باب ١
الْجَنَّةُ وَ نَعِيْمُهَا سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّيْ۞ وَيُسَلِّمُ وَ يُبَارِكُ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
أَبْتَدِئُ الْإِمْلَاءَ بِاسْمِ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ مُسْتَدِرًا فَيْضَ الْبَرَكَاتِ عَلَى مَا أَنَالَهُ وَأَوْلَاهُ۞ وَأُثَنِّيْ بِحَمْدٍ مَوَارِدُهُ سَائِغَةٌ هَنِيَّةٌ۞ مُمْتَطِيًا مِنَ الشُّكْرِ الْجَمِيْلِ مَطَايَاهُ۞ وَأُصَلِّيْ وَ أُسَلِّمُ عَلَى النُّوْرِ الْمَوْصُوْفِ بِالتَّقَدُّمِ وَ الْأَوَّلِيَّةِ۞الْمُنْتَقِلِ فِي الْغُرَرِ الْكَرِيْمَةِ وَ الْجِبَاهِ۞ وَاَسْتَمْنِحُ اللّٰهَ تَعَالَى رِضْوَانًا يَخُصُّ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ النَّبَوِيَّةَ۞وَيَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَ الْأَتْبَاعَ وَ مَنْ وَالَاهُ۞ وَاَسْتَجْدِيْهِ هِدَايَةً لِسُلُوْكِ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ۞ وَحِفْظًا مِنَ الْغَوَايَةِ فِيْ خِطَطِ الْخَطَإِ وَ خُطَاهُ۞ وَاَنْشُرُ مِنْ قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ بُرُوْدًا حِسَانًا عَبْقَرِيَّةً۞ نَاظِمًا مِنَ النَّسَبِ الشَّرِيْفِ عِقْدًا تُحَلَّى الْمَسَامِعُ بِحُلَاهُ۞ وَاَسْتَعِيْنُ بِحَوْلِ اللّٰهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ الْقَوِيَّةِ۞ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ۞
باب ٢
عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَ بَعْدُ فَأَقُوْلُ: هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّٰهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ اسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّةُ۞ اِبْنِ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ الَّذِيْ يَنْتَمِي الْاِرْتِقَاءُ لِعُلْيَاهُ۞اِبْنِ قُصَيِّ وَاسْمُهُ مُجَمِّعٌ سُمِّيَ بِقُصَيِّ لِتَقَاصِيْهِ فِيْ بِلَادِ قُضَاعَةَ الْقَصِيَّةِ۞ إِلَى أَنْ أَعَادَهُ اللّٰهُ تَعَالَى إِلَى الْحَرَمِ الْمُحْتَرَمِ فَحَمَى حِمَاهُ۞ اِبْنِ كِلَابٍ وَاسْمُهُ حَكِيْمُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ بْنِ فِهْرٍ وَاسْمُهُ قُرَيْشٌ وَ إِلَيْهِ تُنْسِبُ الْبُطُوْنِ الْقُرَشِيَّةُ۞وَ مَا فَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَا جَنَحَ إِلَيْهِ الْكَثِيْرُ وَارْتَضَاهُ۞ اِبْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ ابْنِ إِلْيَاسَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ إِلَى الرِّحَابِ الْحَرَمِيَّةِ۞وَ سُمِعَ فِيْ صُلْبِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ذَكَرَ اللّٰهَ تَعَالَى وَ لَبَّاهُ۞ اِبْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَ هذَا سِلْكٌ نَّظَمَتْ فَرَائِدُهُ بَنَانَ السُّنَّةِ السَّنِيَّةِ۞وَ رَفْعُهُ إِلَى الْخَلِيْلِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَ أَبَاهُ۞ وَعَدْنَانُ بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ ذَوِي الْعُلُوْم ِالنَّسَبِيَّةِ۞ إِلَى الذَّبِيْحِ إِسْمَاعِيْلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نِسْبَتُهُ وَ مُنْتَمَاهُ۞فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَأَلَّقَتْ كَوَاكِبُهُ الدُّرِّيَّةُ۞ وَكَيْفَ لَا وَ السَّيِّدُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَاسِطَتُهُ الْمُنْتَقَاةُ۞
نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلَا بِحُلَاهُ ۞ قَلَّدَتْهَا نُجُوْمَهَا الْجَوْزَاءُ
حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَ فَخَارٍ ۞ أَنْتَ فِيْهِ الْيَتِيْمَةُ الْعَصْمَاءُ
وَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَسَبٍ طَهَّرَهُ اللّٰهُ تَعَالَى مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ۞ أَوْرَدَ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ وَارِدَهُ فِيْ مَوْرِدِهِ الْهَنِيِّ وَرَوَاهُ۞
حَفِظَ الْإِلٰهُ كَرَامَةً لِمُحَمَّدٍ ۞ آبَاءَهُ الْأَمْجَادَ صَوْنًا لِاسْمِهِ
تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ عَارُهُ ۞ مِنْ آدَمَ وَ إِلَى أَبِيْهِ وَ أُمِّهِ
سَرَاةٌ سَرَى نُوْرُ النُّبُوَّةِ فِيْ أَسَارِيْرِ غُرَرِهِمُ الْبَهِيَّةِ۞ وَبَدَرَ بَدْرُهُ فِيْ جَبِيْنِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ ابْنِهِ عَبْدِ اللّٰهِ۞
باب ٣
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا أَرَادَ اللّٰهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ۞ وَإِظْهَارَهُ جِسْمًا وَ رُوْحًا بِصُوْرَتِهِ وَ مَعْنَاهُ۞ نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ الزُّهْرِيَّةِ۞ وَخَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِأَنْ تَكُوْنَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهُ۞ وَنُوْدِيَ فِي السَّموَاتِ وَ الْأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِأَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّةِ۞ وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ۞ وَكُسِيَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلًا سُنْدُسِيَّةً۞ وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِيْ جنَاَهُ۞ وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ لَقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْأَلْسُنِ الْعَرَبِيَّةِ۞ وَخَرَّتِ الْأَسِرَّةُ وَ الْأَصْنَامُ عَلَى الْوُجُوْهِ وَ الْأَفْوَاهُ۞ وَتَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ وَ دَوَابُّهَا الْبَحْرِيَّةُ۞ وَاحْتَسَتِ الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأْسَ حُمَيَّاهُ۞ وَبُشِّرَتِ الْجِنُّ بِإِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتُهِكَتِ الْكَهَانَةُ وَ رَهَبَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ۞ وَلَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خَبِيْرٍ وَ فِيْ حُلَا حُسْنِهِ تَاهَ۞ وَأُوْتِيَتْ أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ۞ وَسَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّدًا لِأَنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ۞
باب ٤
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْرَانِ عَلَى مَشْهُوْرِ الْأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّةْ۞ تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَبُوْهُ عَبْدُ اللّٰهِ۞ وَكَانَ قَدِ اجْتَازَ بِأَخْوَالِهِ بَنِيْ عَدِيٍّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّةِ۞ وَمَكَثَ فِيْهِمْ شَهْرًا سَقِيْمًا يُعَانُوْنَ سُقْمَهُ وَ شَكْوَاهُ۞ وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الرَّاجِحِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ قَمَرِيَّةٍ۞ وَآنَ لِلزَّمَانِ أَنْ يَنْجَلِيَ عَنْهُ صَدَاهُ۞ حَضَرَ أُمَّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ آسِيَةُ وَ مَرْيَمُ فِيْ نِسْوَةٍ مِنَ الْحَظِيْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ۞ وَأَخَذَهَا الْمَخَاضُ فَوَلَدَتُههُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُوْرًا يَتَلَأْلَأُ سَنَاهُ۞ وَمُحَيًّا كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيْءٌ۞ أَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ۞ لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الَّذِيْ كَانَ لِلدِّيْنِ سُرُوْرٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ۞ يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهَبٍ مِنْ فَخَارٍ مَا لَمْ تَنَلْهُ النّسَاءُ۞ وَأَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ۞ مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِيْ طَالِعِ الْكُفْرِ وَ بَالٌ عَلَيْهِمُ وَ وَبَاءُ۞ وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْ وُلِدَ الْمُصْطَفَى وَ حَقَّ الْهَنَاءُ۞ هذَا وَ قَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْا رِوَايَة ٍو رَوِيَّةٍ۞ فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غَايَةَ مَرَامِهِ وَ مَرْمَاهُ۞
باب ٥
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَبَرَزَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ الْعَلِيَّةِ۞ مُوْمِيًا بِذلِكَ الرَّفْعِ إِلَى سُؤْدَدِهِ وَ عَلَاهُ۞ وَمُشِيْرًا إِلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلَى سَائِرِ الْبَرِيَّةِ۞ وَأَنَّهُ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَ سَجَايَاهُ۞ وَدَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَ هُوَ يَطُوْفُ بِهَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ۞ فَأَقْبَلَ مُسْرِعًا وَ نَظَرَ إِلَيْهِ وَ بَلَغَ مِنَ السُّرُوْرِ مُنَاهُ۞ وَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ الْغَرَّاءَ وَ قَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوْصِ النِّيَّةِ۞ وَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ الْغَرَّاءَ وَ قَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوْصِ النِّيَّةِ۞ وَيَشْكُرُ اللّٰهَ تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَ أَعْطَاهُ۞ وَوُلِدَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَظِيْفًا مَخْتُوْنًا مَقْطُوْعَ السُّرَّةِ بِيَدِ الْقُدْرَةِ الْإِلهِيَّةِ۞ طَيِّبًا دَهِيْنًا مَكْحُوْلًا بِكُحْلِ الْعِنَايَةِ عَيْنَاهُ۞ طَيِّبًا دَهِيْنًا مَكْحُوْلًا بِكُحْلِ الْعِنَايَةِ عَيْنَاهُ۞ وَقِيْلَ خَتَنَهُ جَدُّهُ (عَبْدُ الْمُطَّلِبِ) بَعْدَ سَبْعِ لَيَالٍ سَوِيَّةٍ۞ وَأَوْلَمَ وَ أَطْعَمَ وَ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَ أَكْرَمَ مَثْوَاهُ۞ وَأَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ۞ مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِيْ طَالِعِ الْكُفْرِ وَ بَالٌ عَلَيْهِمُ وَ وَبَاءُ۞ وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْ وُلِدَ الْمُصْطَفَى وَ حَقَّ الْهَنَاءُ۞ هذَا وَ قَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْا رِوَايَة ٍو رَوِيَّةٍ۞ فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غَايَةَ مَرَامِهِ وَ مَرْمَاهُ۞
باب ٦
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَظَهَرَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ خَوَارِقُ وَ غَرَائِبُ غَيْبِيَّةٌ۞ إِرْهَاصًا لِنُبُوَّتِهِ وَ إِعْلَامًا بِأَنَّهُ مُخْتَارُ اللهِ تَعَالَى وَ مُجْتَبَاهُ۞ فَزِيْدَتِ السَّمَاءِ حِفْظًا وَ رُدَّ عَنْهَا الْمَرَدَةُ وَ ذَوُوا النُّفُوْسِ الشَّيْطَانِيَّةِ۞ وَرَجَمَتْ نُجُوْمُ النِّيْرَاتِ كُلِّ رَجِيْمٍ فِيْ حَالِ مَرْقَاهُ۞ وَتَدَلَّتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْأَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ۞ وَاسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وِهَادُ الْحَرَمِ وَ رَبَاهُ۞ وَخَرَجَ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُوْرٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةِ۞ فَرَآهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَ مَغْنَاهُ۞ وَانْصَدَعَ الْإِيْوَانُ بِالْمَدَائِنِ الْكِسْرَوِيَّةِ۞ الَّذِيْ رَفَعَ أَنُوْشَرْوَانَ سَمْكَهُ وَ سَوَّاهُ۞ وَسَقَطَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شُرَفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ۞ وَكُسِرَ مُلْكُ كِسْرَى لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَ عُرَاهُ۞ وَخَمِدَتِ النِّيْرَانُ الْمَعْبُوْدَةُ بِالْمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّةِ۞ لِطُلُوْعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَ إِشْرَاقِ مُحَيَّاهُ۞ وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَ كَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَ قُمَّ مِنَ الْبِلَاد ِالْعَجَمِيَّةِ۞ وَجَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجَ يَنَابِيْعُ هَاتِيْكَ الْمِيَاهِ۞ وَفَاضَ وَادِيْ سَمَاوَةَ وَ هِيَ مَفَازَةٌ فِيْ فَلَاةٍ وَ بَرِيَّةٍ۞ لَمْ يَكُنْ بِهَا قَبْلُ مَاءٌ يَنْقَعُ لِلظَّمْآنِ اللَّهَاةَ۞ وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوْفِ بِالْعَرَاصِ الْمَكِّيَّةِ۞ وَالْبَلَدِ الَّذِيْ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَ لَا يُخْتَلَى خُلَاهُ۞ وَاخْتُلِفَ فِيْ عَامِ وِلَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ فِيْ شَهْرِهَا وَ فِيْ يَوْمِهَا عَلَى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّةٍ۞ وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرَ شَهْرِ رَبِيْعُ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيْلِ الَّذِيْ صَدَّهُ اللهُ تَعَالَى عَنِ الْحَرَمِ وَ حَمَاهُ۞
باب ٧
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَأَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أُمُّهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ۞ الَّتِيْ أَعْتَقَهَا أَبُوْ لَهَبٍ حِيْنَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيْلَادِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ بِبُشْرَاهُ۞ فَأَرْضَعَتْهُ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوْحٍ وَ أَبِيْ سَلَمَةَ وَ هِيَ بِهِ حَفِيَّةٌ۞ وَأَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِيْ حُمِدَ فِيْ نُصْرَةِ الدِّيْنِ سُرَاهُ۞ وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ بِصِلَةٍ وَ كِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّةٌ۞ إِلَى أَنْ أَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَائِدُ الْمَنُوْنِ الضَّرِيْحِ وَ وَارَاهُ۞ قِيْلَ عَلَى دِيْنِ قَوْمِهَا الْفِئَةِ الْجَاهِلِيَّةِ۞ وَقِيْلَ أَسْلَمَتْ أَثْبَتَ الْخِلَافِ ابْنُ مَنْدَةْ وَ حَكَاهُ۞ ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْفَتَاةُ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ۞ وَكَانَ قَدْ رَدَّ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَ أَبَاهُ۞ فَأَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ الْمَحْلِ قَبْلَ الْعَشِيَّةِ۞ وَدَرَّ ثَدْيَهَا بِدُرِّ دَرٍّ لَبَنَهُ الْيَمِيْنُ مِنْهُمَا وَ لَبَنُهُ الْآخَرُ أَخَاهُ۞ وَأَصْبَحَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ وَ الْفَقْرِ غَنِيَّةً۞ وَسَمِنَتِ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَ الشِّيَاهُ۞ وَانْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا كُلُّ مُلِمَّةٍ وَ رَزِيَّةٍ۞ وَطَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشِهَا الْهَنِيِّ وَ وَشَاهُ۞
باب ٨
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ۞ فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ فِيْ ثَلَاثٍ وَ مَشَى فِيْ خَمْسٍ، وَ قَوِيَتْ فِيْ تِسْعٍ مِنَ الشُّهُوْرِ بِفَصِيْحِ النُّطْقِ قُوَاهُ۞ وَشَقَّ الْمَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيْفَ لَدَيْهَا وَ أَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّةً۞ وَأَزَالَا مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَ بِالثَّلْجِ غَسَلَاهُ۞ وَمَلَآهُ حِكْمَةً وَ مَعَانِيَ إِيْمَانِيَّةً۞ ثُمَّ خَاطَاهُ وَ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ خَتَمَاهُ۞ وَوَزَنَاهُ فَرَجَحَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ أُمَّةِ الْخَيْرِيَّةِ۞ وَنَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى أَكْمَلِ الْأَوْصَافِ مِنْ حَالِ صَبَاهُ۞ ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَى أُمِّهِ وَ هِيَ بِهِ غَيْرُ سَخِيَّةٍ۞ حَذَرًا مِنْ أَنْ يُصَابَ بِمَصَابَ حَادِثٍ تَخْشَاهُ۞ وَوَفَدَتْ عَلَيْهِ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ فِيْ أَيَّامِ خَدِيْجَةَ السَّيِّدَةِ الْوَضِيَّةِ۞ فَحَبَاهَا مِنْ حِبَائِهِ الْوَافِرِ بِحِبَاهُ۞ وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَامَ إِلَيْهَا وَ أَخَذَتْهُ الْأَرْيَحِيَّةُ۞ وَبَسَطَ لَهَا مِنْ رِدَائِهِ الشَّرِيْفِ بِسَاطَ بِرِّهِ وَ نَدَاهُ۞ وَالصَّحِيْحُ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا وَ الْبَنِيْنَ وَ الذُّرِّيَّةِ۞ وَقَدْ عَدَّهُمَا فِي الصَّحَابَةِ جَمْعٌ مِنْ ثِقَاتِ الرُّوَاةِ۞
باب ٩
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ۞ ثُمَّ عَادَتْ فَوَافَتْهَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِشِعْبِ الْحَجُوْنِ الْوَفَاةُ۞ وَحَمَلَتْهُ حَاضِنَتُهُ أُمُّ أَيْمَنَ الْحَبَشِيَّةُ۞ الَّتِيْ زَوَّجَهَا بَعْدُ مِنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَاهُ۞ وَأَدْخَلَتْهُ عَلَى جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَ رَقَّ لَهُ وَ أَعْلَا رُقِيَّهُ۞ وَقَالَ إِنَّ لِابْنِيْ هذَا شَأْنًا عَظِيْمًا، فَبَخٍ بَخٍ لِمَنْ وَقَّرَهُ وَ وَالَاهُ۞ وَلَمْ تَشْكُ فِيْ صَبَاهُ جُوْعًا وَ لَا عَطْشًا قَطُّ نَفْسُهُ الْأَبِيَّةُ۞ وَكَثِيْرًا مَا غَذَى فَاغْتَذَى بِمَاءِ زَمْزَمَ فَأَشْبَعَهُ وَ أَرْوَاهُ۞ وَلَمَّا أُنِيْخَتْ بِفِنَاءِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَطَايَا الْمَنِيَّةِ۞ كَفَلَهُ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ شَقِيْقٌ أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ۞ فَقَامَ بِكَفَالَتِهِ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ وَ هِمَّةٍ وَ حَمِيَّةٍ۞ وَقَدَّمَهُ عَلَى النَّفْسِ وَ الْبَنِيْنَ وَ رَبَّاهُ۞ وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِثْنَى عَشَرَ سَنَةً رَحَلَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ إِلَى الْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ۞ وَعَرَفَهُ الرَّاهِبُ بُحَيْرَا بِمَا حَازَهُ مِنْ وَصْفِ النُّبُوَّةِ وَ حَوَاهُ۞ وَقَالَ إِنِّيْ أَرَاهُ سَيِّدَ الْعَالَمِيْنَ وَ رَسُوْلَ اللهِ وَ نَبِيَّهُ۞ قَدْ سَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ وَ الْحَجَرُ وَ لَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوَّاهٍ۞ وَإِنَّا لَنَجِدُ نَعْتَهُ فِي الْكُتُبِ الْقَدِيْمَة السَّمَاوِيَّةِ۞ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَ عَلَاهُ۞ وَأَمَرَ عَمَّهُ بِرَدِّهِ إِلَى مَكَّةَ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ دِيْنِ الْيَهُوْدِيَّةِ۞ فَرَجَعَ بِهِ وَ لَمْ يُجَاوِزْ مِنَ الشَّامِ الْمُقَدَّسِ بُصْرَاهُ۞
باب ١٠
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَمْسًا وَ عِشْرِيْنَ سَنَةً سَافَرَ إِلَى بُصْرَى فِيْ تِجَارَةٍ لِخَدِيْجَةَ الْفَتِيَّةِ۞ وَمَعَهُ غُلَامُهَا مَيْسَرَةُ يَخْدُمُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ يَقُوْمُ بِمَا عَنَاهُ۞ فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةِ لَدَى صَوْمَعَةِ نَسْطُوْرَ رَاهِبِ النَّصْرَانِيَّةِ۞ فَعَرَفَهُ الرَّاهِبُ إِذْ مَالَ إِلَيْهِ ظِلُّهَا الْوَارِفُ وَ آوَاهُ۞ وَقَالَ مَا نَزَلَ تَحْتَ هذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ ذُوْ صِفَاتٍ نَقِيَّةٍ۞ وَرَسُوْلٌ قَدْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِالْفَضَائِلِ وَ حَبَاهُ۞ ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ أَفِيْ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ اِسْتَظْهَارًا لِلْعَلَامَةِ الْخَفِيَّةِ۞ فَأَجَابَهُ بِنَعَمْ فَحَقَّ لَدَيْهِ مَا ظَنَّهُ فِيْهِ وَ تَوَخَّاهُ۞ ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ لَا تُفَارِقْهُ وَ كُنْ مَعَهُ بِصِدْقِ عَزْمٍ وَ حُسْنٍ طَوِيَّةٍ۞ فَإِنَّهُ مِمَّنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ وَاجْتَبَاهُ۞ ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَرَأَتْهُ خَدِيْجَةُ مُقْبِلًا وَ هِيَ بَيْنَ نِسْوَةٍ فِيْ عِلِّيَّةٍ۞ وَمَلَكَانِ عَلَى رَأْسِهِ الشَّرِيْفِ مِنْ وَهَجِ الشَّمْسِ قَدْ أَظَلَّاهُ۞ وَأَخْبَرَهَا مَيْسَرَةُ بِأَنَّهُ رَأَى ذلِكَ فِي السَّفَرِ كُلَّهُ وَ بِمَا قَالَ لَهُ الرَّاهِبُ وَ أَوْدَعَهُ لَدَيْهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ۞ وَضَاعَفَ اللهُ فِيْ تِلْكَ التِّجَارَةِ رِبْحَهَا وَ نَمَّاهُ۞ فَبَانَ لِخَدِيْجَةَ بِمَا رَأَتْ وَ مَا سَمِعَتْ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ تَعَالَى إِلَى الْبَرِيَّةِ۞ الَّذِيْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِقُرْبِهِ وَاصْطَفَاهُ۞ فَخَطَبَتْهُ لِنَفْسِهَا لِتَشُمَّ مِنَ الْإِيْمَانِ بِهِ طِيْبَ رَيَّاهُ۞ فَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَعْمَامَهُ بِمَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ هذِهِ الْبَرَّةُ النَّقِيَّةُ۞ فَرَغِبُوْا فِيْهَا لِفَضْلٍ وَ دِيْنٍ وَ جَمَالٍ وَ مَالٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ يَهْوَاهُ۞ وَخَطَبَ أَبُوْ طَالِبٍ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ سَنِيَّةٍ۞ وَقَالَ: هُوَ وَاللهِ بَعْدُ لَهُ نَبَأ ٌعَظِيْمٌ، يُحْمَدُ فِيْهِ مَسْرَاهُ۞ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَبُوْهَا، وَ قِيْلَ: عَمُّهَا، وَ قِيْلَ: أَخُوْهَا لِسَابِقِ سَعَادَتِهَا الْأَزَلِيَّةِ۞ وَأَوْلَدَهَا كُلَّ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إلَّا الَّذِيْ بِاسْمِ الْخَلِيْلِ سَمَّاهُ۞
باب ١١
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا بَلَّغَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَمْسًا وَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً بَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ لِانْصِدَاعِهَا بِالسُّيُوْلِ الْأَبْطَحِيَّةِ۞ وَتَنَازَعُوْا فِيْ رَفْعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَكُلٌّ أَرَادَ رَفْعَهُ وَ رَجَاهُ۞ وَعَظُمَ الْقِيْلُ وَ الْقَالُ، وَ تَحَالَفُوْا عَلَى الْقِتَالِ، وَ قَوِيَتِ الْعَصَبِيَّةُ۞ ثُمَّ تَدَاعُوْا إِلَى الْإِنْصَافِ، وَ فَوَّضُوا الْأَمْرَ إِلَى ذِيْ رَأْيٍ صَائِبٍ وَ أَنَاةٍ۞ فَحَكَمَ بِتَحْكِيْمِ أَوَّلِ دَاخِلٍ مِنْ بَابِ السَّدَنَةِ الشَّيْبِيَّةِ۞ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَوَّلَ دَاخِلٍ، فَقَالُوْا: هذَا الْأَمِيْنُ، وَ كُلُّنَا نَقْبَلُهُ وَ نَرْضَاهُ۞ وَأَخْبَرُوْهُ بِأَنَّهُمْ رَضُوْهُ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبَ الْحُكْمِ فِيْ هذَا الْمُلِمِّ وَ وَلِيَّهُ۞ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيْ ثَوْبٍ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تَرْفَعَهُ الْقَبَائِلُ جَمِيْعًا إِلَى مُرْتَقَاهُ۞ فَرَفْعُوْهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ رُكْنِ هَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ۞ وَوَضَعَهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ فِيْ مَوْضِعِهِ الْآنَ وَ بَنَاهُ۞
باب ١٢
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَلَمَّا كَمُلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً عَلَى أَوْفَقِ الْأَقْوَالِ لِذَوِي الْعَالِمِيَّةِ،۞ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَ نَذِيْرًا فَعَمَّهُمْ بِرُحْمَاهُ۞ وَبُدِئَ إِلَى تَمَامِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ الْجَلِيَّةِ۞ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ صُبْحٍ أَضَاءَ سَنَاهُ۞ وَإِنَّمَا ابْتُدِئَ بِالرُّؤْيَا تَمْرِيْنًا لِلْقُوَّةِ الْبَشَرِيَّةِ۞ لِئَلَّا يَفْجَأَهُ الْمَلَكُ بِصَرِيْحِ النُّبُوَّةِ، فَلَا تَقْوَاهُ قُوَاهُ۞ وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَتَعَبَّدُ بِحَرَاءَ اللَّيَالِيَ الْعَدَدِيَّةَ۞ إِلَى أَنْ أَتَاهُ فِيْهِ صَرِيْحُ الْحَقِّ وَ وَافَاهُ۞ وَذلِكَ فِيْ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَّتْ مِنْ شَهْرِ اللَّيْلَةِ الْقَدْرِيَّةِ۞ وَثَمَّ أَقْوَالٌ: لِسَبْعٍ، أَوْ لِأَرْبَعٍ وَ عِشْرِيْنَ مِنْهُ، أَوْ لِثَمَانٍ مِنْ شَهْرِ مَوْلِدِهِ الَّذِيْ بَدَا فِيْهِ بَدْرُ مُحَيَّاهُ۞ فَقَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ غَطّةً قَوِيَّةً۞ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ ثَانِيَةً حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدُ وَ غَطَّاهُ۞ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ ثَالِثَةً لِيَتَوَجَّهَ إِلَى مَا سَيُلْقَى إِلَيْهِ بِجَمْعِيَّةِ۞ وَيُقَابلُهُ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ وَ يَتَلَقَّاهُ۞ ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ ثَلَاثَ سِنِيْنَ، أَوْ ثَلَاثِيْنَ شَهْرًا، لِيَشْتَاقَ إِلَى انْتِشَاقِ هَاتِيْكَ النَّفَحَاتِ الشَّذِيَّةِ۞ ثُمَّ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر} فَجَاءَهُ جِبْرِيْلُ بِهَا وَ نَادَاهُ۞ فَكَانَ لِنُبُوَّتِهِ فِيْ تَقَدُّمِ {اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} شَاهِدٌ عَلَى أَنَّ لَهَا السَّابِقِيَّةَ۞ وَالتَّقَدُّمَ عَلَى رِسَالَتِهِ بِالْبَشَارَةِ وَ النَّذَارَةِ لِمَنْ دَعَاهُ۞
باب ١٣
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ: أَبُوْ بَكْرٍ صَاحِبُ الْغَارِ وَ الصِّدِّيْقِيَّةِ۞ وَمِنَ الصِّبْيَانِ: عَليٌّ، وَ مِنَ النِّسَاءِ: خَدِيْجَةُ الَّتِيْ ثَبَّتَ اللهُ بِهَا قَلْبَهُ وَ وَقَاهُ۞ وَمِنَ الْمَوَالِيْ: زَيْدُ ابْنُ حَارِثَةَ، وَ مِنَ الْأَرِقَّاءِ: بِلَالٌ الَّذِيْ عَذَّبَهُ فِي اللهِ أُمَيَّةُ۞ وَأَوْلَاهُ مَوْلَاهُ أَبُوْ بَكْرٍ مِنَ الْعِتْقِ مَا أَوْلَاهُ۞ ثُمَّ أَسْلَمَ: عُثْمَانُ، وَ سَعْدٌ، وَ سَعِيْدٌ، وَ طَلْحَةٌ، وَ ابْنُ عَوْفٍ، وَ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةُ۞ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ أَنْهَلَهُ الصِّدِّيْقُ رَحِيْقَ التَّصْدِيْقِ وَ سَقَاهُ۞ وَمَا زَالَتْ عِبَادَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ أَصْحَابِهِ مَخْفِيَّةً۞ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ } فَجَهَرَ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ۞ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمْ وَ أَمَرَ بِرَفْضِ مَا سِوَى الْوَحْدَانِيَّةِ۞ فَتَجَرَّؤُا عَلَى مُبَارَزَتِهِ بِالْعَدَاوَةِ وَ أَذَاهُ۞ وَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ الْبَلَاءُ، فَهَاجَرُوْا فِيْ سَنَةِ خَمْسٍ إِلَى النَّاحِيَةِ النَّجَاشِيَّةِ۞ وَحَدِبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ، فَهَابَهُ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ وَ تَحَامَاهُ۞ وَفُرِضَ عَلَيْهِ قِيَامُ بَعْضٍ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ۞ ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: { فَاقْرَءُوْا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِيْمُوا الصَّلَاةَ}۞ وَفُرِضَ عَلَيْهِ رَكْعَتَانِ بِالْغَدَاةِ وَ رَكْعَتَانِ بِالْعَشِيَّةِ۞ ثُمَّ نُسِخَ بِإِيْجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِيْ لَيْلَةِ مَسْرَاهُ۞ وَمَاتَ أَبُوْ طَالِبٍ فِيْ نِصْفِ شَوَّالٍ مِنْ عَاشِرِ الْبِعْثَةِ وَ عَظُمَتْ بِمَوْتِهِ الرَّزِيَّةُ۞ وَتَلَتْهُ خَدِيْجَةُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَ شَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ عُرَاهُ۞ وَأَوْقَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كُلَّ أَذِيَّةٍ۞ وَأَمَّ الطَّائِفَ يَدْعُوْا ثَقِيْفًا، فَلَمْ يُحْسِنُوْا بِالْإِجَابَةِ قِرَاهُ۞ فَأَغْرَوْا بِهِ السُّفَهَاءَ وَ الْعَبِيْدَ فَسَبُّوْهُ بِأَلْسِنَةٍ بَذِيَّةٍ۞ وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى خَضِبَتْ بِالدِّمَاءِ نَعْلَاهُ۞ ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ حَزِيْنًا، فَسَأَلَهُ مَلَكُ الْجِبَالُ فِيْ إِهْلَاكِ أَهْلِهَا ذَوِي الْعَصَبِيَّةِ۞ فَقَالَ: ( إِنِّيْ أَرْجُوْ أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَتَوَلَّاهُ )۞
باب ١٤
عَطِّرِاللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
ثُمَّ أُسْرِيَ بِرُوْحِهِ وَ جَسَدِهِ يَقَظَةً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَ رِحَابِهِ الْقُدْسِيَّةِ۞ وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّموَاتِ، فَرَأَى آدَمَ فِي الْأُوْلَى۞ وَقَدْ جَلَّلَهُ الْوَقَارُ وَ عَلَاهُ۞ وَفِي الثَّانِيَةِ عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَتُوْلِ الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ۞ وَابْنَ خَالَتِهِ يَحْيَى الَّذِيْ أُوْتيَ الْحُكْمَ فِيْ صِبَاهُ۞ وَرَأَى فِي الثَّالِثَةِ يُوْسُفَ (الصِّدِّيْقَ) بِصُوْرَتِهِ الْجَمَالِيَّةِ۞ وَفِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيْسَ الَّذِيْ رَفَعَ اللهُ مَكَانَهُ وَ أَعْلَاهُ۞ وَفِي الْخَامِسَةِ هَارُوْنَ الْمُحَبَّبَ فِي الْأُمَّةِ الْإِسْرَائِيْلِيَّةِ۞ وَفِي السَّادِسَةِ مُوْسَى الَّذِيْ كَلَّمَهُ اللهُ وَ نَاجَاهُ۞ وَفِي السَّابِعَةِ إِبْرَاهِيْمَ الَّذِيْ جَاءَ رَبَّهُ بِسَلَامَةِ الْقَلْبِ وَ (حُسْنِ) الطَّوِيَّةِ۞ وَحَفِظَهُ (اللهُ) مِنْ نَارِ نَمْرُوْدِ وَ عَافَاهُ۞ ثُمَّ رُفِعَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى أَنْ سَمِعَ صَرِيْفَ الْأَقْلَامِ بِالْأُمُوْرِ الْمَقْضِيَّةِ۞ إِلَى مَقَامِ الْمُكَافَحَةِ الَّذِيْ قَرَّبَهُ اللهُ فِيْهِ وَ أَدْنَاهُ۞ وَأَمَاطَ لَهُ حُجُبَ الْأَنْوَارِ الْجَلَالِيَّةِ۞ وَأَرَاهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ مِنْ حَضْرَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ مَا أَرَاهُ۞ وَبَسَطَ لَهُ بِسَاطَ (بُسُطَ) الْإِدْلَالِ فِي الْمَجَالِ الذَّاتِيَّةِ۞ وَفَرَضَ عَلَيْهِ وَ عَلَى أُمَّتِهِ خَمْسِيْنَ صَلَاةً. ثُمَّ انْهَلَّ سَحَابُ الْفَضْلِ فَرُدَّتْ إِلَى خَمْسٍ عَمَلِيَّةٍ۞ وَلَهَا أَجْرُ الْخَمْسِيْنَ كَمَا شَاءَهُ فِي الْأَزَلِ وَ قَضَاهُ۞ ثُمَّ عَادَ فِيْ لَيْلَتِهِ وَ صَدَّقَهُ الصِّدِّيْقُ بِمَسْرَاهُ۞ وَكُلُّ ذِيْ عَقْلٍ وَ رَوِيَّةٍ۞ وَكَذَّبَتْهُ قُرَيْشٌ، وَ ارْتَدَّ مَنْ أَضَلَّهُ الشَّيْطَانُ وَ أَغْوَاهُ۞
مَحَلُ الْقِيَامِ
اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ
يَانَبِى سَلَامٌ عَلَيْكَ ۞ يَارَسُوْلَ سَلَامٌ عَلَيْكَ
يَاحَبِيْبْ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۞ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكَ
أَشْرَقَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا ۞ فَاخْتَفَتْ مِنْهُ الْبُدُوْرِ
مِثْلَ حُسْنِكْ مَا رَأَيْنَكَ ۞ قَطُّ يَاوَجْهَ السُّرُوْرِ
أَنْتَ شَمْسٌ أَنْتَ بَدْرٌ ۞ أَنْتَ نُوْرٌ فَوْقَ نُوْرِ
أَنْتَ إِكْسِيْرُ وَغَالِى ۞ أَنْتَ مِصْبَاحُ الصُّدُوْرِ
يَاحَبِيْبِى يَامُحَمَّدْ ۞ يَاعَرُوْسَ الْخَافِقَيْنِ
يَامُؤَيَّدْ يَامُمَجَّدْ ۞ يَاإِمَامَ الْقِبْلَتَيْنِ
مَنْ رَاَى وَجْهَكَ يَسْعَدْ ۞ يَاكَرِيْمَ الْوَالِدَيْنِ
خَوْضُكَ الصَّافِى الْمُبَرَّدْ ۞ وِرْدُنَا يَوْمَ النُّشُوْرِ
مَا رَاَيْنَا الْعِيْسَ حَنَتْ ۞ بِالسُّرَى إِلَّا إِلَيْكَ
وَالْغَمَامَةْ قَدْ أَظَلَتْ ۞ وَالْمَلَا صَلُّوْا عَلَيْكَ
وَأَتَاكَ الْعُدُ يَبْكِى ۞ وَتَذَلَّلْ بَيْنَ يَدَيْكَ
وَاسْتَجَارَتْ يَاحَبِيْبِىْ ۞ عِنْدَكَ الظَّبْيُ النُّفُوْرِ
عِنْدَمَا شَدُّو الْمَحَامِلْ ۞ وَتَنَادَوْا لِلرَّحِيْلِ
جِئْتُهُمْ وَالدَّمْعُ سَآئِلْ ۞ قُلْتُ قِفْ لِى يَادَلِيْلُ
هَلْ تُحَمِّلْ لِى رَسَائِلْ ۞ أَيُّهَا الشَّوْقُ الْجَزِيْلُ
نَحْوَهَا تِيْكَ الْمَنَازِلْ ۞ بِالْعَشِيِّ وَالْبُكُوْرِ
كُلُّ مَنْ فِى الْكَوْنِ هَامُوْا ۞ فِيْكَ يَابَاهِى الْجَبِيْنِ
وَلَهُمْ فِيْكَ غَرَامُ ۞ وَاشْتِيَاقُ وَحَنِيْنُ
فِى مَعَانِيْكَ اْلأَنَامُ ۞ قَدْ تَبَدَتْ حَائِرِيْنَ
أَنْتَ لِلرُّسْلِ خِتَامُ ۞ أَنْتَ لِلْمَوْلَى شَكُوْرُ
عَبْدُكَ الْمِسْكِيْنُ يَرْجُوْ ۞ فَضْلَكَ الْجَمُّ اْلغَفِيْرُ
فِيْكَ قَدْ اَحْسَنْتُ ظَنِّى ۞ يَابَشِيْرُ يَانَذِيْرُ
فَأَغِثْنِى وَأَجِرْنِى ۞ يَامُجِيْرُ مِنَ السَّعِيْرِ
يَاغِيَاثِى يَامَلَاذِىْ ۞ فِى مُلِمَّاتِ اْلأُمُوْرِ
سَعْدَ عَبْدٌ قَدْ تَمَلَّى ۞ وَانْجَلَى عَنْهُ الْحَزِيْنُ
فِيْكَ يَابَدْرٌ تَجَلَّى ۞ فَلَكَ الْوَصْفُ الْحَسِيْنُ
لَيْسَ أَزْكَى مِنْكَ أصْلًا ۞ قَطُّ يَاجَدَّ الْحُسَيْنِ
فَعَلَيْكَ اللهُ صَلَّى ۞ دَائِمًا طُوْلَ الدُّهُوْرِ
يَاوَلِيَ الْحَسَنَاتِ ۞ يَارَفِيْعَ الدَّرَجَاتِ
كَفِّرْ عَنِّيَ الذُّنُوْبَ ۞ وَاغْفِرْ عَنِّى السَّيَّئَاتِ
أَنْتَ غَفَّارُ الْخَطَايَا ۞ وَالذُّنُوْبِ الْمُوْبِقَاتِ
أَنْتَ سَتَّارُ الْمَسَوِىْ ۞ وَمُقِيْلُ الْعَثَرَاتِ
عَالِمُ السَّرِّ وَأَخْفَى ۞ مُسْتَجِيْبُ الدَّعَوَاتِ
رَبِّ فَارْحَمْنَا جَمِيْعًا ۞ بِجَمِيْعِ الصَّالِحَاتِ
وَصَلَاةُ اللهِ تَغْشَا ۞ عَدَّ تَحْرِيْرِ السُّطُوْرِ
أَحْمَدَ الْهَادِىْ مُحَمَّدْ ۞ صَاحِبَ الْوَجْهِ الْمُنِيْرِ
دُعَاءُ مَوْلِدْالْبَرْزَنْجِيْ
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْمِ ۞ وَبَلَغَ رَسُوْلُهُ الْحَبِيْبُ الْكَرِيْمُ ۞ وَنَحْنُ عَلَى ذَالِكَ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ ۞ وَالْحَمْدُلِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ۞ اَللّٰـهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِماَ سَبَقَ وَالنَّاصِرِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالْهَادِى إِلٰى صِرَاطِكَ الْمُسْـتَقِيْمِ صَلَّى اللّٰـهُ عَلَيْهِ وَعَلٰى أٰلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيْمِ ۞ اَللّٰـهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَّبِىِّ اْلأُمِّيِّ الْحَبِـيْبِ الْعَالِى الْقَادِرِ الْعَظِيْمِ الْجَاهِ وَعَلٰى أٰلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ ۞ اَللّٰـهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى أٰلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً دَائِمَةً مُسْتَمِرَّةً تَدُوْمُ بِدَوَامِكَ وَتَبْقٰى بِبَقٰـئِكَ وَتَخْلُدُ بِخُلُوْدِكَ وَلَاغَايَةً لَهَا دُوْنَ مَرْضَاتِكَ وَلَاجَرَاءَ لِقَائِكَ وَمُصَلِّيْهَا غَيْرَ جَـنَّــتِكَ وَالنَّظَرَ إِلٰى وَجْهِكَ الْكَرِيْمِ ۞ اَللَّهُمَّ صَلّ ِوَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍفِى الْاَوَّلِيْنَ ۞ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ فِى الْاَخِرِيْنَ ۞ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ فِى النَّبِيِّنَ ۞ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ فِى الْمُرْسَلِيْنَ۞ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ فِى كُلِّ وَقْتِ وَحِيْنَ ۞ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ فِى الْمَلَاِالْأَعْلَى اِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ ۞ السَّلَامُ عَلَيْكَ اَيُّهَاالنَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ۞ السَّلَامُ عَلَيْنَاوَعَلَى عِبَادِاللهِ الصَّالِحِيْنَ ۞ اَللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوْحَ سَيِّدِنَامُحَمَّدٍمِنَّاتَحِيَّةً وَّسَلَامًا ۞ وَاجْزِهِ عَنَّااَفْضَلَ مَاجَزَايْتَ نَبِيِّنَاعَنْ اُمَّتِهِ ۞ وَاَتِهِ الْوَسِلَةَ وَالْفَضِيْلَةَ وَالشَّرَفَ وَالدَّرَجَةَ الْعَالِيَةَ الرَّفِيْعَةَ ۞ وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُوْدَالَّذِيْ وَعَدْتُهُ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ۞ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَاوَاِيَّاهُمْ مِمَّنْ يَسْتَوْجِبُ شَفَاعَتَهُ ۞ وَيَرْتَجِيْ بِهِ مِنَ اللهِ رَحْمَتَهُ ۞ وَالْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ۞ اَللَّهُمَّ بِحُرْمَةِ هَذَاالنَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ۞ وَاَلِهِ وَاَصْحَابِهِ السَّالِكِيْنَ لِنَهْجِهِ الْقَوِيْمِ ۞ اِجْعَلْنَامِنْ خِيَارَاُمَّتِهِ ۞ وَاسْتُرْنَابِذَيْلِ حُرْمَتِهِ ۞ وَاحْشُرْنَاغَدًافِى زُمْرَتِهِ ۞ وَاسْتَعْمِلْ اَلْسِنَتَنَافِى مَدْحِهِ وَنُصْرَتِهِ ۞ وَاَحْيِنَامُسْتَمْسِكِيْنَ بِطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ ۞ وَاَمِتْنَاعَلَى سُنَّتِهِ وَجَمَاعَتِهِ ۞ اَللَّهُمَّ اَدْخِلْنَامَعَهُ الْجَنَّةَ فَاِنَّهُ اَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُهُا ۞ وَاَنْزِلْنَامَعَهُ فِى قُصُوْرِهَافَاِنَّهُ اَوَّلُ مَنْ يَنْزِلُهَاوَارْحَمْنَابِهِ يَوْمَ يَسْتَشْفِعُ بِهِ الْخَلَاءِقُ فَتَرْحَمُهَا ۞ اَللَّهُمَّ اِنَّاقَدْحَضَرْنَاقِرَاءَةَمَوْلِدِنَّبِيِّكَ الْكَرِيْمِ ۞ فَاَفِضْ عَلَيْنَابِبَرَكَتِهِ لِبَاسَ الْعِزِّوَتَّكْرِيْمِ ۞ وَاسْكِنَّابِجَوَارِهِ فِى دَارِالنَّعِيْمِ ۞ وَنَعِّمْنَافِى الْجَنَّةِبِالنَّعِيْمِ الْمُقِيْمِ ۞ اَللَّهُمَّ اِنَّانَسْئَلُكَ بِجَاهِ هَذَاالنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى ۞ وَاٰلِهٖ اَهْلِ الصِّدْقِ وَالْوَفَا ۞ كُنْ لَّنَامُعِيْنًاوَمُسْعِفًا ۞ وَبَوِّءْنَامِنَ الْجَنَّةِغُرَفًا ۞ وَارْزُقْنَابِجَاهِهِ عِنْدَكَ قَبُوْلًا....وَعِزًّاوَشَرَفًا ۞ اَللَّهُمَّ اِنَّانَتَوَسَلُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمُخْتَارِ ۞ وَاٰلِهٖ الْاَطْهَارِ ۞ وَاَصْحَابِهِ الْاَخْيَارِ ۞ كَفِّرْعَنَّاالذُّنُوْبَ وَالْاَوْزَارَ ۞ يَاالله يَاالله يَاالله وَاحْرُسْنَامِنْ جَمِيْعِ الْمَخَاوِفِ وَالْاَخْطَارِ ۞ وَاجْمَعْ بَيْنَنَاوَبَيْنَهُ فِى دَارِالْقَرَارِ ۞ وَتَقَبَّلْ مِنَّامَاقَدَّمْنَامِنْ يَّسِيْرِاَعْمَالِنَافِى الْاِعْلَانِ وَالْاِسْرَارِ ۞ وَارْحَمْنَابِرَحْمَتِكَ وَاغْفِرْلَنَااِنَّكَ اَنْتَ الْعَفُوُالْغَفَّارُيَاغَفَّارُ ۞ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي قَلْبِنَا نُورًا وَفِي لِسَانَا نُورًا وَاجْعَلْنَا فِي سَمْعِنَا نُورًا وَاجْعَلْنَا فِي بَصَرِنَا نُورًا وَاجْعَلْنَا مِنْ خَلْفِنَا نُورًا وَمِنْ أَمَامِنَا نُورًا وَاجْعَلْنَا مِنْ فَوْقِنَا نُورًا وَمِنْ تَحْتِنَا نُورًا اللَّهُمَّ أَعْطِنِنَا نُورًا ۞ وَصَلَّ اللهُ عَلَى خَيْرِخَلْقِهِ مُحَمَّدٍوَاٰلِهٖ وَاَصْحَابِهِ اَجْمَعِيْنَ ۞ وسَلَّمَ تَسْلِيْمًاكَثِيْرًا ۞ وَاخْتِمْ لَنَامِنْكَ بِخَيْرٍبِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ ۞ صَلَى اللهُ رَبُّنَاعَلَى النُّوْرِالْمُبِيْنِ ۞ اَحْمَدَالْمُصْطَفَى سَيِّدِالْمُرْسَلِيْنَ ۞ وَعَلَى اٰلِهٖ وَصَحْبِهِ اَجْمَعِيْنَ ۞ ثَلَاثًا ۞ سُبحَان رَبّكَ رَبّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُوْنَ وَسَلاَمٌ على الْمُرْسَليْن والْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبّ الْعَالَمِيْن
Post a Comment